Burhan
29-12-2005, 08:28
ومن المحليات بضع أمسيات تعدّ محطات مضيئة تضاف إلى أمسيات سمية بعلبكي وسامي حواط في "إنو يعني"، وأوركسترا "شمس الحرية" التابعة لحزب الله، في عمل ضخم استحق التوقف عند تقنياته العزفية والتأليف الموسيقي السيمفوني وقصائد للمقاومة، فيما شهد "مسرح المدينة"أمسيات متفرقة قبل أن يحيي مهرجانه الخاص طوال "شهر رمضان" حيث استقطب فنانين ورواداً كثر: معين شريف، وسلطنة المواويل وبحضور الكبير وديع الصافي، حيث غناه شريف أجمل ألحانه وأصعبها، وسارة الهاني، صاحبة الصوت التطريبي الذي يذكر بطرب أيام زمان وحيث عشقها الغريب لأغنيات من الكبار، ودلين الموهبة الشابة التي تشق طريقها نحو الفن الصافي، عبر أداء الصعب أيضاً، وكذلك فلة، الجزائرية ذات الصوت المخضرم، والمضمّخ بتنويعات شرقية وأفريقية، صوت الإحساس الخاص والنبرة الواثقة، ثم خالد عبد الله وتنويعاته على مقاطع من أغنيات في البال، وشربل روحانا الذي يغوص أكثر فأكثر في عالم الغناء بعد سنوات من التخصص في التأليف الموسيقي والتلحين، وعمر بشير وعوده رافقه من لبنان موسيقيين محترفين في أداء ألحانه وأنغام من الغجر المجري والأوروبي والتراث العراقي.
فيما استضاف أوديتوريوم "البستان" السوبرانو اللبنانية سمية ديب في أداءات كلاسيكية من حوض البحر المتوسط لافتة مع أنغام البيانو، والعود، ولجوقة "جامعة الروح القدس" الشرقية حضور مميز مع قيادة لسيّدتين تتناوبان على الإطلالة والتدريب ومن ثم قيادة الجوقة هما غادة شبير وعايدة شلهوب زيادة. وكما في كل عام كرمت "الأوركسترا الوطنية الشرق عربية" التابعة للكونسرفتوار، عميد الموسيقى الشعبية اللبنانية الراحل زكي ناصيف، في أمسيات يعود ريعها إلى صندوق دعم برنامج زكي ناصيف في الجامعة الأمريكية في بيروت.
فيما أحيت أميمة الخليل أمسيتين متميزتين في قاعة أبو خاطر وأداءات من قديمها وجديدها، خاصة أغنيات صدرت هذا العام ضمن أسطوانة.
في بداية العام وما قبل الحدث الجلل، برزت محطات في لبنان منها محلي وبعضها الآخر من الجوار أو الخارج البعيد. كان حضور لافت لموسيقى متجددة من فرقة "حوار" ومغنيتها السوبرانو السورية ديما أورشو، تميزت بأسلوب غنائي مختلف جمع تقنيات الصوت التركية بالعربية المشرقية والأوبرالية الغربية، بمستوى تقني عال، مع موسيقى ذات اشتغال ملائم لهذا الصوت وللآلات المشاركة معاً شرقية وغربية، فرقة متميزة بين فرق عربية موسيقية غنائية عديدة.
بعد استقراره في بيروت، حضر عمر منير بشير مرة بعد أخرى بعوده لينطقه الموسيقى اللاتينية، وأمسيات عدة منذ بداية العام في جامعة البلمند، ثم في مسرح المدينة، ويعتبر نصر لآلة العود تحديداً ولكل عازفي الآلة من خلال عمر بشير، إذ أنتجت شركة "روتانا" وللمرة الأولى أسطوانة موسيقية غير غنائية، بعنوان "عمر بشير، العود اللاتيني".
وإذا كان ريتشارد كلايدرمان افتتح الموسيقى العالمية في لبنان هذا العام، في صالة "بيال"، إذ أحيى ليلة عيد العشاق في 13 من شباط، عازفاً على وتر الحنين، على آلة البيانو مع فرقته الضخمة المتعددة الجنسيات من إيطاليا وإسبانيا ومن لبنان، لتتشح بيروت بالسواد في الليلة التالية، فإن فيل كولينز، كانت له محطة لبنانية في الصالة نفسها في نهاية العام، وتعتبر إحدى أهم محطات حياته إذ اختتم بها مسيرته الفنية الحافلة.
هذا ويختتم فريق "بوني أم" الشهير العام الحالي، بحفل ليلة رأس السنة في 31 من الجاري في فندق بريستول في بيروت.
وفي العودة إلى بدء حياة جديدة في لبنان كانت لفرقة الإيقاعات الكوبية استعراضاتها المتوقدة في صالة "السفراء" في كازينو لبنان، تلتها أمسيات لفنانين من فرنسا عزفوا أسرار الشرق والغرب على الغيتار والفلوت، وفي مسرح المدينة أيضاً عزف الهولندي مارسيل وورمز على البيانو شاركه دانيال ورانية الحداد رقصاً من لبنان ثم ليلة أخرى برفقة الفنانة سمية بعلبكي.
"ISM : Trad" اليابانية في الأونيسكو، قدمت من روح التراث الفولكلوري الموسيقي ألحاناً شعبية من اليابان منها أفقي وعمودي أثارت الإعجاب، وبخاصة حين عزفت مقطوعة عربية من الرحابنة.
فرقة "رؤوس صلبة" الفرنسية المعروفة قدمت من الروك الفرنسي والعالمي في كلمات لاذعة اجتماعية مثل سياط لاهبة، فيما حلّ فريقان أحدهما نسخة من الـ"بي جيز" الشهير، والآخر من "البيتلز" الأشهر في "فندق البريستول"، في تقمص عجيب للفريقين بكل تفاصيلهما، ويعتبران اليوم من المشاهير في أوروبا وبدلاء حقاً عن الفريقين الأصليين، صوتاً وصورة.
فيما نشهد حركة ونشاطاً كبيرين للمركز الثقافي الألماني في بيروت "معهد غوته"، إذ يدعم نشاطات تندرج تحت عنوان حوار الحضارات، والتنسيق لإقامة نشاطات فنية ثقافية معاً عبر دعوة رموز من ألمانيا من فنانين وكتاب وشعراء وإقامة الأمسيات، كما الحفلة المتفردة التي أحياها فريق "بلومنتوف" الألماني لموسيقى وغناء الراب شاركه فريق "أشكمان" اللبناني في ليلة استثنائية حوارية شهدت اتفاقاً شبابياً حول أسس الحياة الأجتماعية بين حضارتين مختلفتين لكن تلتقيان في الكثير من التفاصيل الحياتية الهامة.
ولا بد من ذكر الحركة النشيطة لمنسق الحفلات ميشال ألفترياديس، والمنتج صاحب مؤسسة ألفترياديس، في دعم الحركة الحوارية أيضاً بين شباب الفرق الموسيقية متعددة الجنسيات والاتجاهات عبر إقامة الحفلات في مسرح "ميوزيك هول" في ستاركو وسط البلد، والذي يعدّ من المسارح القليلة في لبنان المجهزة تجهيزاً تقنياً لافتاً صوتاً وإضاءة ممتعة للموسيقي والمستمع معاً. والعكس إرسال فرق لبنانية إلى مشاركات عالمية.
مهرجانات
في كل عام يفتتح "مهرجان البستان" الشتوي الوحيد، المهرجانات اللبنانية. في شباط تحديداً، وأقيم هذا العام رغم الظروف التي مر بها لبنان، إذ ما كان بالإمكان إلغاء العقود التي اقترب عددها من ثلاثين، مع فرق من دول بحر الشمال، فيما ألغي حفل الافتتاح الذي كان مقرراً في 15 من شباط، لتكمل بقية الامسيات في كنائس ومناطق لبنانية عدة إضافة إلى فندق البستان في بيت مري.
أما "عيد الموسيقى" الذي يقام في لبنان سنوياً في شهر حزيران، فقد شهد حضوراً كثيفاً إذ كان متنفساً لشباب لبنان، احتفل بسلسلة سهرات قبل الليلة الرئيسية مساء 21 حزيران، التي ألغيت بسبب اغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي.
العديد من الصالات والمسارح في الحمرا والروشة ومنطقة الصيفي في وسط العاصمة ومسرح بيار أبو خاطر ومونو، كلها شهدت زحمة شباب وأنماط موسيقية متعددة، كلاسيكية غربية، وعزف شرقي، كورس تراتيل كنائسي وأغنيات أو معزوفات من التراث العربي، فيما كان لدرج الفن في الجميزة مهرجانه الخاص المتميز، إذ يجمع الموسيقييين والرسامين والهواة بكل أنواع الفن الأخرى على درجاته العتيقة وتعبق من زواياه رائحة التراث وتمتزج اللوحات بألوانها المختلفة بالموسيقى ونوتاتها المتعددة غربية وشرقية هرمونية وميلودية، بالزخارف والأشغال والشعر وكل ما يتعلق بالشأن الثقافي اليومي، إذ يعكس صورة هذه المدينة المشرقة العريقة التي لا يخفت لها ضوء مهما حاول البعض إطفاؤه.
"بلا تأزيم" مهرجان للموسيقى التجريبية عقد للسنة الثانية، هذا العام بشكل خجول لكن لافت جداً، تحت عنوان "إن كونسرت"، حيث ابتكار النوتات الموسيقية وغيرها من أصوات من خارج إطارها أو أماكنها أو مصادرها المعروفة بالآلات الموسيقية وعناصر متعددة لا نهائية، تفيد في ابتكار خلفيات أصوات لأفلام على سبيل المثال: تسجيل، غناء والاستفادة من النفايات واحتكاك بقايا الأثاث وتنك المشروبات وكل ما لا يخطر في بال أحدنا، لتوليف منظومة صوتية تعبر عن أفكار مؤلفها أو مؤديها في الوقت نفسه.
مهرجانات بيت الدين
تمكنت السيدة نورا جنبلاط من المساهمة في إنقاذ المهرجانات مع آخرين، بشكل عام في لبنان، بعد إصرارها على أن يقوم لبنان من جديد رغم الآلام، فبدءاً بساحة الحرية، حيث الحشود الشبابية وبدء الاحتفالات هناك، والتي كانت لجنبلاط اليد الطولى في كل النشاطات الفنية المتعلقة بهذه الانتفاضة الجديدة هناك، كان برنامج بيت الدين رغم الظروف شهد في بعض الليالي إقبالاً كبيراً استثنائياً وفي بعضها الآخر إقبالاً عادياً، لكن المهرجان نجح إلى حدّ ما، مع ليالي روحانية وتصوف رافي شانكار وابنته المبدعة أنوشكا على السيتار، وفريق يو بي فورتي وإيقاعات الريغي الشهيرة، وفلامنكو سارا باراس، وشيك كوريا تاتشستون، لتكون أكثرها اشتعالاً ليالي كل من: مارسيل خليفة وجوليا وكاظم الساهر.
مهرجانات بعلبك
في وقت شهد المهرجان انتقادات كبيرة بسبب قرار إقامة حفل الافتتاح في بيروت وليس في الهياكل كما هو معتاد، افتتح بعرض فلاينغ فلايمس للمصممة الكندية المبدعة والمعروفة دبرا براون في عرض موسيقي مشهدي غنائي وضمن ألعاب سيرك وتنويع مسرحي مبدع.
كانت وردة الجزائرية، وردة المهرجان هذا العام، في عودتها القوية إلى الجمهور العربي بعد قرابة الخمس سنوات من التوقف بسبب مرضها، غنت في شاعرية آسرة ورومنسية الكثير من إبداعاتها الشهيرة التي تراكمت في القلوب والوجدان على مرّ السنين.
وتفرد زاد ملتقى وفاديا الحاج مع آرس نوفا في أمسية واستحضار ديونيسوس وشعر من ناديا تويني وجورج شحاده وآتيل عدنان، وفي أمسية تحية للصحافي الشهيد سمير قصير.
إضافة إلى أمسية جاز أحيتها مجموعة من كبار الجاز ضمن خشبة واحدة.
مهرجانات جبيل
فهي أيضاً استقطبت ضمن لياليها، موسيقى الجاز بتنويعات متعددة، كلاسيكية وحديثة، منها أومارا بورتوندو، والمغنية الفريدة عزيزة مصطفى زادة، وروجر هودجسون ورسالة حب وسلام إلى العالم.
جاز
ما يزال حضور الجاز يتصاعد في لبنان، وهذا العام شهد مهرجانات عدة له في بيروت وفي الزوق تحديداً، ناهيك عن أمسيات جاز متفرقة، ضمن المهرجانات الأخرى، في ظاهرة لافتة لهذا التنامي لعشاق ومريدي هذه الموسيقى الإنسانية التي يبدو إن تعلم أو تذوق الاستماع إليها يزداد رويداً بين الشباب بعد الفئات العمرية والثقافية الأخرى.
صاحبة الصوت "السموكي" كما يحلو لبعض النقاد الأوروبيين وصفها، رندا غصوب لبنانية الأصل كندية الجنسية، جذبها عشقها للجاز لتكون واحدة من مغنيه، حضرت إلى بيروت أقامت حفلات عدة قبل أن تغادر.
يذكر إن "ليبان جاز" في زوق مكايل، بات له حضوره المتفرد في لبنان، حيث جذبت المغنية الأفريقية الأصل، فرنسية الجنسية، مينا أغوسي رواداً وعاشقين لفنها اللافت، وأسلوبها في غناء الجاز الذي يمتد حتى الجذور، ويختلط بالأساليب المعاصرة في حيوية كبيرة، فيما كان ثلاثي رومانو سكلافيس أيضاً محركين للخشبة القديمة، المستحدثة على متن ذلك الجبل رائع الموقع والمطل على بيروت، فأنعشت تلك الموسيقى مع المشهد المتلألئ عشقاً أزلياً لا يخفت لهذا الوطن المتنوع حقاً.
وفي الجاز أيضاً يبقى لنادي "بلونوت"، الجاذبية الخاصة، لتقديمه أجمل أمسيات الجاز، مع كبار مشاهير، بالتعاون مع المؤسسة المتخصصة في هذا المجال "ميوزيك كويست" والأخيرة باتت المعين الوحيد في لبنان لكل من يرغب في تنسيق حفلات جاز والأسماء الكبيرة من موطن الجاز في أمريكا.
جرش الأردني
تميز مهرجان جرش هذا العام بتوسيع نشاطاته، إذ أفسح المجال للأفلام السينمائية بالمشاركة فيه، بعد أمسيات لشعراء من الأردن والعالم العربي، ومسرحيات، إلى جانب حفلات فنية، لمشاهير الغناء ونجوم ونجمات من العرب، ونجوم آخرين يندرجون في إطار المشاريع الثقافية والتراثية. شارك هذا العام عمرو دياب وصابر الرباعي وشيرين وجدي، ومن الأردن غادة عباسي وقمر بدوان ومحمد أمين، وسحر طه من العراق، التي لفتت هذا العام بتأسيس فرقة "عازفات عشتروت" من جنسيات عربية عدة، شاركنَها مهرجان "جرش" و "مهرجان المدينة" في تونس وليالي "معرض دمشق".
وبسبب منافسة مهرجانات مثل "سوق عكاظ" و"ليالي روتانا" فإن مهرجان جرش تكبد هذا العام خسائر مادية كبيرة، وكذلك بسبب حال من الترقب سادت الشارع الأردني بسبب أحداث العراق التي تلقي بثقلها على الحياة اليومية بشكل عام، حتى قبل حدوث الانفجار الغاشم الذي راح ضحيته عشرات الأردنيين.
"مهرجان المدينة" التونسي
المهرجان الذي أسسه مختار الرصاع منذ سنوات طويلة بات اليوم له فروع في عشرات المدن التونسية، يقام في شهر رمضان من كل عام، وله رواده وبات اسمه مرادفاً لرمضان، فلا يمكن أن تتم طقوس هذا الشهر من دون شيء اسمه "مهرجان المدينة". يبقى المهرجان في العاصمة هو الأم، ويأتي مهرجان صفاقس في المرتبة الثانية بعده، وهذا العام استضاف وجوهاً من الطرب العربي إلى جانب الأوركسترا الوطنية اللبنانية التي رافقت السوبرانو هبة القواس التي احتفى بها التونسيون كفنانة مجتهدة في عالم الأوبرا العربية.
مهرجان القدس للموسيقى، شارك فيه عشر فرق من فلسطين وإسبانيا وتركيا وبريطانيا وإيطاليا وإيران، دعت إليه "مؤسسة يبوس للإنتاج" بدعم من مؤسسات دولية . رئيسته رانيا الياس، تحدثت عن
فيما استضاف أوديتوريوم "البستان" السوبرانو اللبنانية سمية ديب في أداءات كلاسيكية من حوض البحر المتوسط لافتة مع أنغام البيانو، والعود، ولجوقة "جامعة الروح القدس" الشرقية حضور مميز مع قيادة لسيّدتين تتناوبان على الإطلالة والتدريب ومن ثم قيادة الجوقة هما غادة شبير وعايدة شلهوب زيادة. وكما في كل عام كرمت "الأوركسترا الوطنية الشرق عربية" التابعة للكونسرفتوار، عميد الموسيقى الشعبية اللبنانية الراحل زكي ناصيف، في أمسيات يعود ريعها إلى صندوق دعم برنامج زكي ناصيف في الجامعة الأمريكية في بيروت.
فيما أحيت أميمة الخليل أمسيتين متميزتين في قاعة أبو خاطر وأداءات من قديمها وجديدها، خاصة أغنيات صدرت هذا العام ضمن أسطوانة.
في بداية العام وما قبل الحدث الجلل، برزت محطات في لبنان منها محلي وبعضها الآخر من الجوار أو الخارج البعيد. كان حضور لافت لموسيقى متجددة من فرقة "حوار" ومغنيتها السوبرانو السورية ديما أورشو، تميزت بأسلوب غنائي مختلف جمع تقنيات الصوت التركية بالعربية المشرقية والأوبرالية الغربية، بمستوى تقني عال، مع موسيقى ذات اشتغال ملائم لهذا الصوت وللآلات المشاركة معاً شرقية وغربية، فرقة متميزة بين فرق عربية موسيقية غنائية عديدة.
بعد استقراره في بيروت، حضر عمر منير بشير مرة بعد أخرى بعوده لينطقه الموسيقى اللاتينية، وأمسيات عدة منذ بداية العام في جامعة البلمند، ثم في مسرح المدينة، ويعتبر نصر لآلة العود تحديداً ولكل عازفي الآلة من خلال عمر بشير، إذ أنتجت شركة "روتانا" وللمرة الأولى أسطوانة موسيقية غير غنائية، بعنوان "عمر بشير، العود اللاتيني".
وإذا كان ريتشارد كلايدرمان افتتح الموسيقى العالمية في لبنان هذا العام، في صالة "بيال"، إذ أحيى ليلة عيد العشاق في 13 من شباط، عازفاً على وتر الحنين، على آلة البيانو مع فرقته الضخمة المتعددة الجنسيات من إيطاليا وإسبانيا ومن لبنان، لتتشح بيروت بالسواد في الليلة التالية، فإن فيل كولينز، كانت له محطة لبنانية في الصالة نفسها في نهاية العام، وتعتبر إحدى أهم محطات حياته إذ اختتم بها مسيرته الفنية الحافلة.
هذا ويختتم فريق "بوني أم" الشهير العام الحالي، بحفل ليلة رأس السنة في 31 من الجاري في فندق بريستول في بيروت.
وفي العودة إلى بدء حياة جديدة في لبنان كانت لفرقة الإيقاعات الكوبية استعراضاتها المتوقدة في صالة "السفراء" في كازينو لبنان، تلتها أمسيات لفنانين من فرنسا عزفوا أسرار الشرق والغرب على الغيتار والفلوت، وفي مسرح المدينة أيضاً عزف الهولندي مارسيل وورمز على البيانو شاركه دانيال ورانية الحداد رقصاً من لبنان ثم ليلة أخرى برفقة الفنانة سمية بعلبكي.
"ISM : Trad" اليابانية في الأونيسكو، قدمت من روح التراث الفولكلوري الموسيقي ألحاناً شعبية من اليابان منها أفقي وعمودي أثارت الإعجاب، وبخاصة حين عزفت مقطوعة عربية من الرحابنة.
فرقة "رؤوس صلبة" الفرنسية المعروفة قدمت من الروك الفرنسي والعالمي في كلمات لاذعة اجتماعية مثل سياط لاهبة، فيما حلّ فريقان أحدهما نسخة من الـ"بي جيز" الشهير، والآخر من "البيتلز" الأشهر في "فندق البريستول"، في تقمص عجيب للفريقين بكل تفاصيلهما، ويعتبران اليوم من المشاهير في أوروبا وبدلاء حقاً عن الفريقين الأصليين، صوتاً وصورة.
فيما نشهد حركة ونشاطاً كبيرين للمركز الثقافي الألماني في بيروت "معهد غوته"، إذ يدعم نشاطات تندرج تحت عنوان حوار الحضارات، والتنسيق لإقامة نشاطات فنية ثقافية معاً عبر دعوة رموز من ألمانيا من فنانين وكتاب وشعراء وإقامة الأمسيات، كما الحفلة المتفردة التي أحياها فريق "بلومنتوف" الألماني لموسيقى وغناء الراب شاركه فريق "أشكمان" اللبناني في ليلة استثنائية حوارية شهدت اتفاقاً شبابياً حول أسس الحياة الأجتماعية بين حضارتين مختلفتين لكن تلتقيان في الكثير من التفاصيل الحياتية الهامة.
ولا بد من ذكر الحركة النشيطة لمنسق الحفلات ميشال ألفترياديس، والمنتج صاحب مؤسسة ألفترياديس، في دعم الحركة الحوارية أيضاً بين شباب الفرق الموسيقية متعددة الجنسيات والاتجاهات عبر إقامة الحفلات في مسرح "ميوزيك هول" في ستاركو وسط البلد، والذي يعدّ من المسارح القليلة في لبنان المجهزة تجهيزاً تقنياً لافتاً صوتاً وإضاءة ممتعة للموسيقي والمستمع معاً. والعكس إرسال فرق لبنانية إلى مشاركات عالمية.
مهرجانات
في كل عام يفتتح "مهرجان البستان" الشتوي الوحيد، المهرجانات اللبنانية. في شباط تحديداً، وأقيم هذا العام رغم الظروف التي مر بها لبنان، إذ ما كان بالإمكان إلغاء العقود التي اقترب عددها من ثلاثين، مع فرق من دول بحر الشمال، فيما ألغي حفل الافتتاح الذي كان مقرراً في 15 من شباط، لتكمل بقية الامسيات في كنائس ومناطق لبنانية عدة إضافة إلى فندق البستان في بيت مري.
أما "عيد الموسيقى" الذي يقام في لبنان سنوياً في شهر حزيران، فقد شهد حضوراً كثيفاً إذ كان متنفساً لشباب لبنان، احتفل بسلسلة سهرات قبل الليلة الرئيسية مساء 21 حزيران، التي ألغيت بسبب اغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي.
العديد من الصالات والمسارح في الحمرا والروشة ومنطقة الصيفي في وسط العاصمة ومسرح بيار أبو خاطر ومونو، كلها شهدت زحمة شباب وأنماط موسيقية متعددة، كلاسيكية غربية، وعزف شرقي، كورس تراتيل كنائسي وأغنيات أو معزوفات من التراث العربي، فيما كان لدرج الفن في الجميزة مهرجانه الخاص المتميز، إذ يجمع الموسيقييين والرسامين والهواة بكل أنواع الفن الأخرى على درجاته العتيقة وتعبق من زواياه رائحة التراث وتمتزج اللوحات بألوانها المختلفة بالموسيقى ونوتاتها المتعددة غربية وشرقية هرمونية وميلودية، بالزخارف والأشغال والشعر وكل ما يتعلق بالشأن الثقافي اليومي، إذ يعكس صورة هذه المدينة المشرقة العريقة التي لا يخفت لها ضوء مهما حاول البعض إطفاؤه.
"بلا تأزيم" مهرجان للموسيقى التجريبية عقد للسنة الثانية، هذا العام بشكل خجول لكن لافت جداً، تحت عنوان "إن كونسرت"، حيث ابتكار النوتات الموسيقية وغيرها من أصوات من خارج إطارها أو أماكنها أو مصادرها المعروفة بالآلات الموسيقية وعناصر متعددة لا نهائية، تفيد في ابتكار خلفيات أصوات لأفلام على سبيل المثال: تسجيل، غناء والاستفادة من النفايات واحتكاك بقايا الأثاث وتنك المشروبات وكل ما لا يخطر في بال أحدنا، لتوليف منظومة صوتية تعبر عن أفكار مؤلفها أو مؤديها في الوقت نفسه.
مهرجانات بيت الدين
تمكنت السيدة نورا جنبلاط من المساهمة في إنقاذ المهرجانات مع آخرين، بشكل عام في لبنان، بعد إصرارها على أن يقوم لبنان من جديد رغم الآلام، فبدءاً بساحة الحرية، حيث الحشود الشبابية وبدء الاحتفالات هناك، والتي كانت لجنبلاط اليد الطولى في كل النشاطات الفنية المتعلقة بهذه الانتفاضة الجديدة هناك، كان برنامج بيت الدين رغم الظروف شهد في بعض الليالي إقبالاً كبيراً استثنائياً وفي بعضها الآخر إقبالاً عادياً، لكن المهرجان نجح إلى حدّ ما، مع ليالي روحانية وتصوف رافي شانكار وابنته المبدعة أنوشكا على السيتار، وفريق يو بي فورتي وإيقاعات الريغي الشهيرة، وفلامنكو سارا باراس، وشيك كوريا تاتشستون، لتكون أكثرها اشتعالاً ليالي كل من: مارسيل خليفة وجوليا وكاظم الساهر.
مهرجانات بعلبك
في وقت شهد المهرجان انتقادات كبيرة بسبب قرار إقامة حفل الافتتاح في بيروت وليس في الهياكل كما هو معتاد، افتتح بعرض فلاينغ فلايمس للمصممة الكندية المبدعة والمعروفة دبرا براون في عرض موسيقي مشهدي غنائي وضمن ألعاب سيرك وتنويع مسرحي مبدع.
كانت وردة الجزائرية، وردة المهرجان هذا العام، في عودتها القوية إلى الجمهور العربي بعد قرابة الخمس سنوات من التوقف بسبب مرضها، غنت في شاعرية آسرة ورومنسية الكثير من إبداعاتها الشهيرة التي تراكمت في القلوب والوجدان على مرّ السنين.
وتفرد زاد ملتقى وفاديا الحاج مع آرس نوفا في أمسية واستحضار ديونيسوس وشعر من ناديا تويني وجورج شحاده وآتيل عدنان، وفي أمسية تحية للصحافي الشهيد سمير قصير.
إضافة إلى أمسية جاز أحيتها مجموعة من كبار الجاز ضمن خشبة واحدة.
مهرجانات جبيل
فهي أيضاً استقطبت ضمن لياليها، موسيقى الجاز بتنويعات متعددة، كلاسيكية وحديثة، منها أومارا بورتوندو، والمغنية الفريدة عزيزة مصطفى زادة، وروجر هودجسون ورسالة حب وسلام إلى العالم.
جاز
ما يزال حضور الجاز يتصاعد في لبنان، وهذا العام شهد مهرجانات عدة له في بيروت وفي الزوق تحديداً، ناهيك عن أمسيات جاز متفرقة، ضمن المهرجانات الأخرى، في ظاهرة لافتة لهذا التنامي لعشاق ومريدي هذه الموسيقى الإنسانية التي يبدو إن تعلم أو تذوق الاستماع إليها يزداد رويداً بين الشباب بعد الفئات العمرية والثقافية الأخرى.
صاحبة الصوت "السموكي" كما يحلو لبعض النقاد الأوروبيين وصفها، رندا غصوب لبنانية الأصل كندية الجنسية، جذبها عشقها للجاز لتكون واحدة من مغنيه، حضرت إلى بيروت أقامت حفلات عدة قبل أن تغادر.
يذكر إن "ليبان جاز" في زوق مكايل، بات له حضوره المتفرد في لبنان، حيث جذبت المغنية الأفريقية الأصل، فرنسية الجنسية، مينا أغوسي رواداً وعاشقين لفنها اللافت، وأسلوبها في غناء الجاز الذي يمتد حتى الجذور، ويختلط بالأساليب المعاصرة في حيوية كبيرة، فيما كان ثلاثي رومانو سكلافيس أيضاً محركين للخشبة القديمة، المستحدثة على متن ذلك الجبل رائع الموقع والمطل على بيروت، فأنعشت تلك الموسيقى مع المشهد المتلألئ عشقاً أزلياً لا يخفت لهذا الوطن المتنوع حقاً.
وفي الجاز أيضاً يبقى لنادي "بلونوت"، الجاذبية الخاصة، لتقديمه أجمل أمسيات الجاز، مع كبار مشاهير، بالتعاون مع المؤسسة المتخصصة في هذا المجال "ميوزيك كويست" والأخيرة باتت المعين الوحيد في لبنان لكل من يرغب في تنسيق حفلات جاز والأسماء الكبيرة من موطن الجاز في أمريكا.
جرش الأردني
تميز مهرجان جرش هذا العام بتوسيع نشاطاته، إذ أفسح المجال للأفلام السينمائية بالمشاركة فيه، بعد أمسيات لشعراء من الأردن والعالم العربي، ومسرحيات، إلى جانب حفلات فنية، لمشاهير الغناء ونجوم ونجمات من العرب، ونجوم آخرين يندرجون في إطار المشاريع الثقافية والتراثية. شارك هذا العام عمرو دياب وصابر الرباعي وشيرين وجدي، ومن الأردن غادة عباسي وقمر بدوان ومحمد أمين، وسحر طه من العراق، التي لفتت هذا العام بتأسيس فرقة "عازفات عشتروت" من جنسيات عربية عدة، شاركنَها مهرجان "جرش" و "مهرجان المدينة" في تونس وليالي "معرض دمشق".
وبسبب منافسة مهرجانات مثل "سوق عكاظ" و"ليالي روتانا" فإن مهرجان جرش تكبد هذا العام خسائر مادية كبيرة، وكذلك بسبب حال من الترقب سادت الشارع الأردني بسبب أحداث العراق التي تلقي بثقلها على الحياة اليومية بشكل عام، حتى قبل حدوث الانفجار الغاشم الذي راح ضحيته عشرات الأردنيين.
"مهرجان المدينة" التونسي
المهرجان الذي أسسه مختار الرصاع منذ سنوات طويلة بات اليوم له فروع في عشرات المدن التونسية، يقام في شهر رمضان من كل عام، وله رواده وبات اسمه مرادفاً لرمضان، فلا يمكن أن تتم طقوس هذا الشهر من دون شيء اسمه "مهرجان المدينة". يبقى المهرجان في العاصمة هو الأم، ويأتي مهرجان صفاقس في المرتبة الثانية بعده، وهذا العام استضاف وجوهاً من الطرب العربي إلى جانب الأوركسترا الوطنية اللبنانية التي رافقت السوبرانو هبة القواس التي احتفى بها التونسيون كفنانة مجتهدة في عالم الأوبرا العربية.
مهرجان القدس للموسيقى، شارك فيه عشر فرق من فلسطين وإسبانيا وتركيا وبريطانيا وإيطاليا وإيران، دعت إليه "مؤسسة يبوس للإنتاج" بدعم من مؤسسات دولية . رئيسته رانيا الياس، تحدثت عن