أبو علاء
03-04-2006, 17:49
إنّها ظاهرة غريبة وتعيسة في آن لم أنتبه إليها إلاّ في الآونة الأخيرة، وللأستاذ الكبير فريديريك لاغرانج عظيم الفضل في هذا الاكتشاف ؛ ولكن دعوني أبدأ القصّة من أوّلها :
منذ فترة أمذّني صديق كريم ببعض التّسجيلات النّادرة لأمّ كلثوم غير أنّه اشترط أن لا أفشي أمرها للعموم ولا أذيعها (لا سيما بوضعها في هذا المنتدى) لأنّها عزيزة عليه ولأنّه أنفق من ماله في الحصول عليها ؛ وما كان لي أن أقابل الإحسان بالإساءة وأخالف العهد رغم أنّ مذهبي الشّخصيّ في هذا الأمر واضح تماما وهو مناقض لهذا النّهج، سوى أنّه لا يحقّ لي العمل بما أرى أنا دون ما يراه غيري فيما هو ليس ملكا لي ؛ ومع ذلك فإنّي أراني اليوم مضطرّا لنكث العهد والكشف عن تسجيلين اثنين بعد أن ثبت بما لا يدع مجالا للشّكّ أنّ المغنّية في الحالتين ليست أمّ كلثوم ؛ وحقيقة الأمر كماسترون هو أنّ بعض المتكسّبين الّذين يتحيّنون الفرص للارتزاق من غفلة الغافلين قد غرّر بالصّديق المذكور وباعه هذه التّسجيلات المزوّرة ؛ ومن هنا جاء عنوان هذا الموضوع لأنّ ما نحن بصدده غشّ واضح بالقرائن القطعيّة.
التّسجيل الأوّل لقصيد أهلا وسهلا بالحبيب الزّائر، وقد كنت رفعته منذ أيّام بصوت نعيمه المصريّة (انظر الرّابط)
http://www.zamanalwasl.net/forums/showthread.php?t=732&highlight=%C3%E5%E1%C7+%E6%D3%E5%E1%C7
وقد كنت أشرت ضمن الموضوع المذكور إلى أنّ أمّ كلثوم غنّت هذا القصيد (معتدّا بالتّسجيل الّذي أمدّني به صديقي) دون أن يكون بوسعي رفعه ؛ وهذا التّسجيل الأخير مبدوء بإعلان عن اسم المطربة باعتباره "الآنسة أمّ كلثوم"، ولكنّ تسجيل أمّ كلثوم المزعوم ليس سوى صيغة معدّلة من نفس تسجيل نعيمه المصريّة ؛ وما حدث هو أنّ المزوّر قد ألصق ذلك الإعلان بدلا من اسم نعيمه في أوّل التّسجيل، كما عمد إلى محو عبارات الاستحسان الّتي تتخلّل الغناء ويذكر فيها اسم نعيمة (أو مسح الاسم فقط) وغيّر سرعة التّسجيل ؛ ويكفي ردّ التّسجيل إلى سرعته الطّبيعيّة والمقارنة بين التّسجيلين لإظهار التّطابق التّامّ بينهما (وقد رفعت هنا التّسجيل في نسخة بصيغته الّتي جاءني بها وأخرى معدّلة السّرعة لتوضيح ذلك).
أمّا المثال الثّاني فالغشّ فيه أدقّ وأدهى ؛ فالتّسجيل في هذه الحالة عبارة عن مونولوج عنوانه ما احلى عتاب اثنين عشّاق يذكّرنا بمونولوجات أمّ كلثوم الأولى لا سيما مونولوج أحمد صبري النّجريدي خايف يكون حبّك ليّ شفقه عليّ، كما أنّ الصّوت لا يخلو من شبه بصوت أمّ كلثوم أو على الأقلّ بما كان يمكن أن بكون صوتها في سنوات الغناء الأولى أوائل العشرينات ؛ إلاّ أنّ حقيقة التّسجيل هو أنّه لمطربة لم تشتهر ولم يصلنا منها أيّ تسجيل "آخر" تدعى "الآنسة سهام" ؛ وقد عثر الأستاذ لاغرانج في وثائقه على البيانات التّفصيليّة للاسطوانة حسب المرجع الآتي :
Gramophone FX 68 suplement n°6 to Gramophone catalogue, 1931
واسم المطربة كما ذكرت الآنسة سهام وكلمات المونولوج ولحنه لكامل الخلعي...
وبعد، فإنّ القصد من طرح هذا الموضوع ورفع هذه الملفّات هو قصدان، أوّلهما التّنبيه إلى هذه الظّاهرة الخبيثة ألّتي أعتقد أنّها إنّما وجدت وتغذّت أساسا من وجود فئة من المغرمين من جامعي التّسجيلات "النّادرة" يبحثون عن "الكنوز المفقودة" أينما وجدت ويبذلون في سبيلها كل غال ونفيس،
أمّا المقصد الثذاني فهو الإشارة إلى أهمّيّة كشف هذه الخبايا إن لم يكن للعامّة فعلى الأقلّ للخاصّة من أهل العلم والنّظر كي يتمّ فحصها وتقويمها وتمييز الصّالح من الفاسد والأصليّ من المصطنع.
I'm posting here two examples of forgery in the field of classical
Arabic music. Both recordings were attributed to 'um kalthum and treated in a way to entertain such illusion whereas in reality, one of them is simply an altered version of a qasid interpreted by Na'imah Almasriyah previloaded in the forum - See the above link and the second is a monologue recoded
by a certain "Miss Siham" for Gramophone. We owe the discovery of these two cases of forgery to our friend Professor Frédéric Lagrange.
منذ فترة أمذّني صديق كريم ببعض التّسجيلات النّادرة لأمّ كلثوم غير أنّه اشترط أن لا أفشي أمرها للعموم ولا أذيعها (لا سيما بوضعها في هذا المنتدى) لأنّها عزيزة عليه ولأنّه أنفق من ماله في الحصول عليها ؛ وما كان لي أن أقابل الإحسان بالإساءة وأخالف العهد رغم أنّ مذهبي الشّخصيّ في هذا الأمر واضح تماما وهو مناقض لهذا النّهج، سوى أنّه لا يحقّ لي العمل بما أرى أنا دون ما يراه غيري فيما هو ليس ملكا لي ؛ ومع ذلك فإنّي أراني اليوم مضطرّا لنكث العهد والكشف عن تسجيلين اثنين بعد أن ثبت بما لا يدع مجالا للشّكّ أنّ المغنّية في الحالتين ليست أمّ كلثوم ؛ وحقيقة الأمر كماسترون هو أنّ بعض المتكسّبين الّذين يتحيّنون الفرص للارتزاق من غفلة الغافلين قد غرّر بالصّديق المذكور وباعه هذه التّسجيلات المزوّرة ؛ ومن هنا جاء عنوان هذا الموضوع لأنّ ما نحن بصدده غشّ واضح بالقرائن القطعيّة.
التّسجيل الأوّل لقصيد أهلا وسهلا بالحبيب الزّائر، وقد كنت رفعته منذ أيّام بصوت نعيمه المصريّة (انظر الرّابط)
http://www.zamanalwasl.net/forums/showthread.php?t=732&highlight=%C3%E5%E1%C7+%E6%D3%E5%E1%C7
وقد كنت أشرت ضمن الموضوع المذكور إلى أنّ أمّ كلثوم غنّت هذا القصيد (معتدّا بالتّسجيل الّذي أمدّني به صديقي) دون أن يكون بوسعي رفعه ؛ وهذا التّسجيل الأخير مبدوء بإعلان عن اسم المطربة باعتباره "الآنسة أمّ كلثوم"، ولكنّ تسجيل أمّ كلثوم المزعوم ليس سوى صيغة معدّلة من نفس تسجيل نعيمه المصريّة ؛ وما حدث هو أنّ المزوّر قد ألصق ذلك الإعلان بدلا من اسم نعيمه في أوّل التّسجيل، كما عمد إلى محو عبارات الاستحسان الّتي تتخلّل الغناء ويذكر فيها اسم نعيمة (أو مسح الاسم فقط) وغيّر سرعة التّسجيل ؛ ويكفي ردّ التّسجيل إلى سرعته الطّبيعيّة والمقارنة بين التّسجيلين لإظهار التّطابق التّامّ بينهما (وقد رفعت هنا التّسجيل في نسخة بصيغته الّتي جاءني بها وأخرى معدّلة السّرعة لتوضيح ذلك).
أمّا المثال الثّاني فالغشّ فيه أدقّ وأدهى ؛ فالتّسجيل في هذه الحالة عبارة عن مونولوج عنوانه ما احلى عتاب اثنين عشّاق يذكّرنا بمونولوجات أمّ كلثوم الأولى لا سيما مونولوج أحمد صبري النّجريدي خايف يكون حبّك ليّ شفقه عليّ، كما أنّ الصّوت لا يخلو من شبه بصوت أمّ كلثوم أو على الأقلّ بما كان يمكن أن بكون صوتها في سنوات الغناء الأولى أوائل العشرينات ؛ إلاّ أنّ حقيقة التّسجيل هو أنّه لمطربة لم تشتهر ولم يصلنا منها أيّ تسجيل "آخر" تدعى "الآنسة سهام" ؛ وقد عثر الأستاذ لاغرانج في وثائقه على البيانات التّفصيليّة للاسطوانة حسب المرجع الآتي :
Gramophone FX 68 suplement n°6 to Gramophone catalogue, 1931
واسم المطربة كما ذكرت الآنسة سهام وكلمات المونولوج ولحنه لكامل الخلعي...
وبعد، فإنّ القصد من طرح هذا الموضوع ورفع هذه الملفّات هو قصدان، أوّلهما التّنبيه إلى هذه الظّاهرة الخبيثة ألّتي أعتقد أنّها إنّما وجدت وتغذّت أساسا من وجود فئة من المغرمين من جامعي التّسجيلات "النّادرة" يبحثون عن "الكنوز المفقودة" أينما وجدت ويبذلون في سبيلها كل غال ونفيس،
أمّا المقصد الثذاني فهو الإشارة إلى أهمّيّة كشف هذه الخبايا إن لم يكن للعامّة فعلى الأقلّ للخاصّة من أهل العلم والنّظر كي يتمّ فحصها وتقويمها وتمييز الصّالح من الفاسد والأصليّ من المصطنع.
I'm posting here two examples of forgery in the field of classical
Arabic music. Both recordings were attributed to 'um kalthum and treated in a way to entertain such illusion whereas in reality, one of them is simply an altered version of a qasid interpreted by Na'imah Almasriyah previloaded in the forum - See the above link and the second is a monologue recoded
by a certain "Miss Siham" for Gramophone. We owe the discovery of these two cases of forgery to our friend Professor Frédéric Lagrange.