في انتظار الوصول إلى نتيجة في موضوع كلّ من يعشق جميل إن كان الوصول إلى نتيجة ممكنا (أعرف من خلال عدد من الاتّصالات الثنائيّة أنّ الموضوع محلّ متابعة واهتمام من أكثر من شخص أوّلهم صديقنا الفريد ومنهم أبو بسّوم وعيسى متري) هذه بضع درر أخرى وجدتها في موقع ساوند كلاود ضمن الصفحة التي تحمل اسم "دوزان".
ومحرز سليمان من المنشدين البارزين رغم قلّة تسجيلاته المتوفّرة لدينا نسبيّا، ولو أنّ هذه القلّة النسبيّة ليست حقيقيّة بالضرورة إذ إنّ عدد الأسطوانات المنشورة والمتداولة قد لا يعكس عدد الأسطوانات التي سجّلت وروّجت بالفعل ولا يزال بعضها على الأقلّ موجودا عند أصحاب مجموعات الأسطوانات ؛ وخير دليل على ذلك هو هذه الأسطوانات الثلاث التي اكتشفتها للتوّ، وفي محتوياتها دليل جديد على مدى تميّز هذا المنشد واقتداره اللذين يبؤّءانه منزلة تضاهي منزلة الفرّان وإسماعيل سكّر وتوازي في حسباني وتقديري الشخصيّ منزلة علي الحارث.
الأسطوانة الأولى بها قصيدة إنّي أنا الصبّ المشوق لأحمدا، وبالثانية توشيح حينما وجّه الإلاه العناية وقصيدة من أين صحّ لك الهجران يا أملي وتوشيح إلى كم ذا الدلال وذا التجنّي، وقد سبق لنا سماع التوشيح من الشيخ أمين حسنين، والأسطوانتان مسجّلتان لشركة بيضافون، ولا بدّ هنا من ملاحظة بخصوص مدى أهمّيّة البطانة وقيمة أعضائها في الإنشاد الدينيّ بما يجعلهم أحيانا لا يقلّون شأنا من حيث القدرة الصوتيّة والتمكّن عن المنشد الرئيسيّ، والأسطوانة الأولى دليل باهر على ذلك إذ ينهض أفراد القصيدة بإنشاد أبيات القصيدة ويقتصر دور المنشد على الترجيع بالآهات وقفلة الختام حتّى لكأنّ الأدوار قد انقلبت فصار الشيخ هو البطانة وأفراد البطانة هم الشيخ ؛ أمّا الأسطوانة الثالثة والأخيرة فهي تبدو لي منقوصة والأرجح في تقديري أنّها ليست سوى الوجه الثاني من أسطوانة ذات وجهين كشأن الأسطوانة الثانية لأنّها تبتدئ ببيت فرد ثمّ يتخلّص المنشدون إلى توشيح (جديد) هو يا ساقي العشّاق كأس صبابة ثمّ يردف بقصيدة حتّام يا ساهي اللواحظ تنظر.
جميع القطع التي بالأسطوانات الثلاث بديعة تبرز محاسن أداء هذا المنشد وجميعها جديدة بالنسبة إليّ لم أسمعها من غيره فيما عدا توشيح حينما وجّه الله العناية.