أخذت هذا المقطع في الاعتبار بالتحديد قبل السؤال، "فالتصفيق الحاد" لا يبدو لي متناسبًا مع صوت التسجيل ككل من ناحية، ومن ناحية أخرى فلا أثر له في غير المقطع المشار إليه.
عمرو، أستبعد أن يكون التصفيق مقحما على التسجيل لأنّه فضلا عن أنّه لا يقطع الغناء بل يصاحبه لو كان لامرئ أن يقحمه على التسجيل لجعله في أوّله أو آخره أو على الأقلّ بين موشّح وآخر وليس وسط غناء نفس الموشّح ؛ أضف إلى ذلك ما نسمعه في حدود السابعة عشرة من استحسان، ولكن فوق هذا كلّه ألا ترى أنّ جوّ التسجيل "ساخن" بخلاف ما هو معتاد في التسجيلات التي تعمل في غرف مغلقة، وأصوات المذهبجيّة كثيرة لا تقتصر على صوتين أو ثلاثة كما هي الحال في الأسطوانات وهي تبدو "بعيدة" بالقياس إلى صوت المطرب، ثمّ إنّ الصوت يبدو في فضاء مفتوح وليس في فضاء مغلق مثل أستوديو التسجيل... أكاد أجزم أنّها حفلة وليست أسطوانة أو تسجيلا إذاعيّا، وليست بالضرورة حفلة يحضرها جمهور غفير في مسرح فخم، بل هي من قبيل حفلات الباخرة سودان وحفلة معهد الموسيقى العربيّة، والله أعلم.
أبو علاء
كل ما قلته صحيح يا أبا علاء، ولم يكن الغرض من سؤالي هو التشكيك في كون التسجيل من حفلة، وفي جميع الأحوال يبدو جليًا أنَّه ليس تسجيل ستوديو معتادًا. وإنما أردت أن أسأل إن كان لديك من الشواهد المكتوبة (كتقديم صاحب الملف الأصلي على يوتيوب) أو المسموعة (كتقديم إذاعي أو ما شابه) ما يشير إلى هذه "الحفلة"، عسانا نستبين شيئًا عن ظروف التسجيل ومكانه، أو نبحث عن نسخة أطول.
لقد نبّهتني مشاركات أبي مروان الأخيرة ومرفوعاته القيّمة ضمنها إلى البرنامج الذي نقل عنه التسجيلات، غنوتين وبس، ولم أكن قد سمعت عن ذلك البرنامج وإن كنت سمعت بضع حلقات من برامج أخرى شبيهة مثل منتهى الطرب وكان يا ما كان لنفس مقدّم غنوتين وبس طارق مصطفى، وقد تبيّن لي بسرعة أنّ هذا البرنامج هو أفضل تلك البرامج جميعا لأسباب عدّة منها اختياره من البداية الاقتصار على تقديم عملين اثنين في كلّ حلقة واختيار ثان مقترن بالاختيار الأوّل هو تقديم العمل كاملا بلا اجتزاء خلافا لما اعتدناه من إبراهيم الحفني في منتهى الطرب وناهد نجّار في صندوق النغم وغيرهما، وإذا كانت القاعدة عند هؤلاء الاجتزاء إلاّ ما ندر فالحال على عكس ذلك في غنوتين وبس حيث لم أسجّل إلاّ استثناء واحدا قدّم فيه العمل مبتورا من دقائقه الأخيرة بسبب فرط طول العمل الأوّل في الحلقة المعنيّة (دور محمود مرسي يسعد لياليك يا قمر) ؛ أمّا السبب الثالث فهو تغليب التسجيلات القديمة وغير المتداول منها بالخصوص ؛ وقد اهتديت إلى روابط لجميع حلقات البرنامج إلى غاية شهر يونيو الماضي وهي نيّف وخمسون حلقة فحصتها جميعا ووجدت موادّها تامّة في الغالب قيّمة سارّة أحيانا جيّدة على الأقلّ في الغالب إلاّ ما ندر، وضمنها الكثير من وصلات صالح عبد الحي التي باتت معروفة لدينا وأعمال فتحيّة أحمد وأجزاء كاملة من حفلات الباخرة سودان بأصوات محمّد عبد المطّلب وعبّاس البليدي ومطربات أواسط القرن الماضي... لذا وجب الشكر المزدوج لكلّ من أبي مروان الذي لفت نظري إلى هذا البرنامج القيّم وصاحب البرنامج نفسه طارق مصطفى على فكرته الطيّبة وجهده المحمود.
من الأعمال التي بثّها طارق مصطفى وصلة من الموشحات في مقام الهزام سجّلتها نادرة أمين سنة 1949 ضمن برنامج لطيف كان يبثّ آنذاك اسمه صدى الأندلس، وقد تضمّنت الوصلة موشّحات اشفعوا لي يا آل ودّي وقد حرّكت أيدي النسيم وبنت كرم يتّموها أمّها وهاتها بالكأس تبرا وأنا من وجدي أنا ويا روضة ودّعتها، ومن العازفين المصاحبين محمّد عبده صالح على القانون.
سبق رفع الموشحين الأوّل والثاني منذ سنوات عديدة ضمن هذا الموضوع، وكنت قد سجّلتهما من إحدى حلقات ألحان زمان.
آخر تعديل بواسطة أبو علاء ، 22-02-2015 الساعة 21:45
أبو علاء
شكرا ابوعلاء لرفعك لنا في هذا المنتدى هذه الوصلة الطربية للفنانة نادرة أمين , وأعتقد أن هناك العشرات أو المئات من الاعمال الجيدة لفترة الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي سواء كانت لمطربين أو مطربات لازالت في دهاليز وأرشيف الاذاعه المصرية لم ترى النور حتى الآن .
معك حقّ يا أبا بسّوم، رغم أنّ أقدم ما احتفظت به الإذاعة المصريّة من تسجيلات يعود في معظمه إلى آخر الأربعينات وأوّل الخمسينات، فإنّ ما خفي عنّا من تلك الموادّ غير قليل، وهذا ما يزيد فضل هذا المذيع خاصّة وإذاعته عامّة رغم طغيان الغناء الحديث على ما عداه في جميع المحطّات رغم كثرتها ؛ وما كان أحرى بنا أن تكون لنا ولو إذاعة متخصّصة واحدة لا تبثّ سوى الأسطوانات وتسجيلات الإذاعة المبكّرة على غرار محطّات الموسيقى الكلاسيكيّة والجاز في أوروبا وأمريكا، ولكن هيهات.
أبو علاء